ضمن سلسلة الانسحابات عن تأييد جماعة الإخوان والمراجعات الفكرية لمن وقفوا بجانبها وقت حكم الرئيس السابق محمد مرسي واعتصام رابعة، خرج عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، الهارب خارج مصر، بسلسلة اعترافات ينتقد فيها جماعة الإخوان.
فقال عاصم عبد الماجد في أول تدويناته إن تعامل التيار الإسلامي عامة والإخوان خاصة بسلمية كاملة في المراحل الثلاث التي أعقبت تنحي مبارك، ومرحلة حكم مرسي والنظام الحالي، لم يمنع خصومهم من اتهامهم باستعمال العنف والإرهاب.
وأضاف “كم كان الشرع حكيمًا حين شرع الجهاد ابتداءً، وكم كنا أغبياء حين أضعنا عامًا كاملاً هو مدة حكم مرسي بلا إعداد ولا استعداد، لقد وثقت فيمن تصدروا المشهد السياسي في مصر عقب فوز مرسي. وكان إخواني يتواصلون معهم ولا يبخلون عليهم بالنصح والتأييد والنصرة، حتى وقعت كارثة رحيله عن الحكم. لم يكن أمامنا إلا أن نحتشد معهم لإزاحة هذه المصيبة الكبرى التي لا نقوى نحن وحدنا على إزاحتها”.
وأضافت عبر صفحته الرسمية “للمرة الثانية وثقت فيمن تصدروا المشهد. وهم نفس من تصدروه أولاً، وفي المرتين تطوعت دون أن ينتدبني أحد لأن أكون مدافعًا عنهم حاشدًا الأمة لنصرتهم، والآن لا أستطيع أن أجدد ثقتي للمرة الثالثة، وأظن أنهم لا يريدون مني ذلك. بل لا يريدونني بالكلية، لكني دفعت ثمنًا كبيراً. لقد مات نصفي في سجون المجرمين مدافعًا عن موقفنا، مات عصام دربالة رئيس الجماعة الإسلامية، ولا أظن أني سأعوضه”.
وتابع “أعتقد أن أمام قيادات الإخوان فرصة أخيرة ومساحة من الوقت قليلة جدًّا كي يخرجوا على الأمة التي يتفاخرون بأنها منحتهم ثقتها في عدة استحقاقات متتالية، ليخبروها بالحقائق التي يعرفونها عما حدث ويقدموا كشف حساب عن الماضي، ثم يقولوا بصراحة ما هي خططهم القادمة أو يعترفوا أنه لا خطة حقيقية لديهم، ويقولوا برجولة وشجاعة لمن وثق فيهم: أنتم وشأنكم لا نملك لكم شيئًا”.
ونوه القيادي بالجماعة الإسلامية بأنه “يجب أن يفهم هؤلاء القادة جيدًا أنهم تحملوا مسؤولية أمة لا جماعة، فإن لم يفعلوا -وأظنهم للأسف لن يفعلوا- فهو آخر عهدهم بالشأن العام، ولا أعتقد أن أحدًا سيثق فيهم بعد اليوم”.
وواصل هجومه على جماعة الإخوان قائلاً “ولأن نقول لأمتنا اليوم معزين فقدتم الإخوان المسلمين على كثرة عددهم وتركوكم في أحلك الأوقات وانشغلوا بواقع الجماعة وأزمتها وحل مشكلاتها، لأن نقول ذلك اليوم كارهين خير من أن نصمت مجاملة”.
منشق عن الجماعة: عبد الماجد في المنفى.. والإخوان قطعت تمويلها عنهم
من جانبه قال ياسر فراويلة، المنشق عن الجماعة الإسلامية، إن عاصم عبد الماجد فى حالة انعدام وزن بعد الضربات المتتالية لتحالف الإخوان، وأصبح هو وباقى قادة التحالف ترمى بالتهم بعضها على بعض، واتهامه للإخوان أو لومهم أو غيرهما ما هي إلا حالة هروب من مسؤوليه السقوط.
وأضاف “فراويلة” أنه على الرغم من تصريحات عاصم عبد الماجد السابقة تجاه الجماعة، إلا أنه لم يتخلَّ أو ينسحب من دعمهم، فهو وباقى قادة التحالف فى حالة انعدام للرؤيا، فلا يستطيع الانسحاب لأنه فى المنفى وتحت رحمتهم، ولا يستطيع العودة، ولا يستطيع اتخاذ القرار؛ لأن عصام دربالة رئيس الجماعة الإسلامية السابق كان حلقة الوصل بينهم وبين الداخل في مصر قبل وفاته.
وتابع “عندما رحل دربالة وفقدت حلقة الوصل التي كان يتولاها بين الجماعة في الخارج والداخل، فقدت الجماعة الإسلامية تواجدها على الأرض وضعفت قوتهم داخل التحالف، ولم يعودوا بنفس الأهمية لدى قيادات الجماعة”.
وأشار إلى أن حالة عصام دربالة في الوقت الحالي تشبه حالة مجلس حرب تعرض لهزيمه واختلف الحلفاء فى إلقاء التهم بينهم.
وتساءل “فراويلة”: من سيحرك الجماعة الإسلامية وهى العامل الأكبر للإخوان فى الصعيد تحديدًا؟ فقائدهم الميدانى وثعلب الجماعه قضى نحبه وهو عصام دربالة، ولا بديل له إلا طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الموجود فى المنفى وهارب خارج مصر، مؤكدًا أن “الإخوان لن تنفق مليمًا آخر على الجماعة الإسلامية أو حلفائهم بدون مقابل